وجها لوجه مع بن لادن

وجهاً لوجه مع بن لادن
رسم أمل كعوش

السفير 10/12/2004
عماد الدين رائف
دار الفلكْ. في مغزلكْ. والهالك اللي يجهلك. تختار وقت حضورك لتأسرني. لتكتم على ما تبقى من أنفاسي، بعينيك المغمضتين ولحيتك الجليلة تطل من الهيتاشي، لتمتص الماء والكهرباء والكلأ من دماغي المتعب. من الذي دعاك؟ من الذي سمح لك أن تتسرب إلى كياني وتأتي البيوت من غير أبوابها؟ يا مالك المفاتيح، يا أيها المتلاعب بالأعصاب والأدرينالين جعلتني أحس بحاجتي إلى نيكوتين آخر ولمّا أطفئ سيجارتي. تغيب الكلمات التي تمر من تحتك سريعة. تغيب الزوجة والأولاد. تغيب الغرفة من حولي وتتعلق بك الأبصار، يا مالك يوم المحنة. ما أجملك. يفصل بيني وبينك يوم كألف سنة ضوئية مما تعدون. حضارات سادت ثم بادت، تحاول أن تبعث فيّ ما لم يفهمه أحد من آبائي. فالمساكين خالوا أن نبيهم بعث بالحنيفية السمحة!! فجدي الذي خدم، تحت لواء غيرك، في سفربرلك قاتل الكفار مكرها. ولو عرف بك لاستلهم بطولاته المختلقة من رذاذ بطولاتك. وكذا أبي الذي صارع الجهل والجوع تحت لواء القومية العربية أنّى له أن يحلم بجلالك وعظيم سلطانك. ما أروعك. يفصل بيني وبينك بر وبحر. وثلاثة أمتار من الكنبة إلى الشاشة التي تباركت بنور وجهك، اعذرني لكوني في ملابس غير محتشمة، وكومة بزر دوار الشمس على الطاولة إلى يساري كنت أعددتها خصيصا لهذه اليلة المباركة. لقد أتخمت بعد صيام يومي من البيتزا والهمبرغر. أعرف انها محرمة، لكني إنسان. خلقني الله جهولا. وكذلك زوجتي التي لم ترسل بابني ليشتري <<زمزم <<أو >>مكة>> بل كوكا كولا الأصلية. أستحلفك بنقاء صورتك البهية من خلال أسلاك اشتراك الساتيلايت أن تعرض عن الجاهلين أمثالي. ما أحلمك. من أين لي بإيمان الجراح الذي امتطى البوينغ ليبعث في النفوس عشقك وخشيتك، وعلى شاشات السي إن إن والفوكس يرفع لك ذكرك، وفي تورابورا وقندهار لينشر عطرك الدموي. يا رافع زباتيرو وخافض خوسيه ماريا، يا معز دبليو بوش ومذل كيري. يا مميت الآلاف المؤلفة وغير المؤلفة بجبروتك ومحيي نسائهم وأطفالهم ثكالى وأرامل ويتامى. أخالك في كهفك الذي يقطر تقوىً وقد جمعت عباد الله المخلصين لعشاء أخير، ثم أخالك تنحدر بك البويك الكشف متهادية عبر جادة من جادات أوهايو وقد رسمت سكسوكة صغيرة ولم تنس النظارة الكبيرة السوداء. تركت يسراك ترتاح على حافة الباب. ثم تنعطف إلى اليمين وتنظر إلى مركز اقتراع برأفة الأب. إلى طابور انتظار أناس أتوا لممارسة حقهم الانتخابي في ذلك اليوم العظيم من تاريخ العالم... تتوقف بعد قليل لتقل جورج بوش الابن، ثم الأب، ثم هتلر وصدّام وكل أباطرة العرب. هي رحلة خاصة بالمحترفين قصدتَ منها إرسال نصف البشرية إلى جنتك. وستدخلهم إليها بالقوة بإذن الله. ما أروعك. تبدأ صورتك بالتجمع من جديد أمامي، يختلط صوتك الرتيب بصوت الشيخ إمام وصراخ طفل ملّ من مرآك. انه يتحرق شوقا لهجرك بكبسة زر إلى مشهد آخر. إلى ما هو أكثر ألوانا وبهجة. يريد أن يمحوك من مشهد الغرفة الصغيرة ليعود إلى ديزني. وأنا كذلك. أتدري؟ آن لي الأوان أن أسعى في مناكبها وآكل من رزقها. أن أنفض عني غبار ابتعادي عن الدين حين أمله واقترابي منه إلى حد الهوس حين أرغب فيه. آن لي أن أنفض غبار السنين وأعود إلى ربي. لن أقتل دونك أو في سبيلك وكذلك أطفالي. فضلت أن أكون في طابور ضحاياك. يا قاتلي. ما أهضمك.

Comments