الرفيق ميسر


وداعاً يا طيب القلب «ميشا».
نحبس الدمعة وهي تتمرد لتفلت منا. كيف نودع البسمة الدائمة، والفرحة القائمة؟
ميسر عواد. الشاب المهندس، المفعم بالحياة، يغادرنا فجأة.
يغادر عائلته، وأهله ورفاقه. يغادر «جمعية متخرجي جامعات ومعاهد الاتحاد السوفياتي». يغادر السفارة الأوكرانية في بيروت، وزملاءه المهندسين، ومنظمة جبيل في «الحزب الشيوعي اللبناني». ويعود، بعدما جاب الأرض، إلى ثرى علمات الجبيلية التي تذكره طفلاً.
يتركنا ليواريه تراب علمات، لكن تراب العالم كله لا يستطيع أن يواري ابتسامته المحفورة في ذاكرة رفاق عشقوه. لا يستطيع أن يحجب بريق نظرته التي تشع فرحاً.
لا سهرة بلا ميسر. ولا نغم محلقاً في أجواء البهجة من دونه. بالعربية، والروسية والأوكرانية، احتل صوته مساحات أحلامنا.
طيب القلب، شدّ قلوب أكثر من ألف شخص من مختلف جنسيات العالم، احتشدوا في «قاعة الأعمدة» في وسط موسكو. كان يدفئ صقيع لياليها. كان يشدو بصوته الأوبرالي «كاتيوشا». تلك التي يزينها بـ«قسما بالورد والسنابل.. بالعيون السود بالربيع».
الربيع كان في جبيل. بوردة حمراء كان يلاحق صاحبات العيد في «يوم المرأة العالمي». يحرص على أن يكون العيد في أبهى صوره.
مساء غد، عندما ستتحول تلك الابتسامة المانحة للأمل، إلى أيقونة، تزين جدران «الجمعية»، إلى جانب رفيقيه ماري تويني وخالد فوعاني. عندها ستصدح الحناجر بـ«أورا» أخرى.. كتلك التي صدحت بها حناجر رفاقه في علمات.
فليبق «ميشا»، الذي اختطفه العيد، فرحة أعيادنا. ولتبق نظرته الحالمة نظرتنا إلى غد أفضل.
رفيقنا ألف تحية!
عماد الدين رائف 

Comments