نداء استغاثة

 وسط الجنون الأمني المتفشي، والدعوات إلى «فرفطة» البلد إلى دويلات. وفي ظل استعادة البعض خريطة المتصرفية، والحديث عن الأمن الذاتي والتقسيم. وفي أجواء من الفوضى وفقدان الثقة بالأجهزة الأمنية والمؤسسات العامة... وجه مواطن لبناني نداء استغاثة إلى رئيس الجمهورية، ناشده فيه أن يعطي توجيهاته إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بإنقاذ طفله الحديث الولادة، الذي يعاني من ارتفاع في حرارته ومصاب بالإسهال والتقيؤ، ويحتاج إلى عناية فائقة ووضعه في الحاضنة «الغوفاز».
المواطن الذي جال بوليده، على المستشفيات التي لم تستقبل الطفل، سأل: «ماذا أفعل؟ أخشى أن يكون مصير طفلي كالذين ماتوا على أعتاب المستشفيات».
سمع الرئيس نداء المواطن. أبدى «اهتماماً خاصاً» به. وتم تأمين الإجراءات الضرورية لاستقبال الطفل في المستشفى.
الحمد لله. المواطن يظهر في صورة المستغيث والرئيس في صورة المستجيب. ولا تحتوي تفاصيل الخبر ما الذي يوصل المواطن دائماً إلى توجيه نداء استغاثة. وأن يدعو لكي يستجاب نداءه.
كل ما قد يحلم به والد الطفل، الذي نتمنى له العافية الدائمة، ألا يقف ابنه وقفته في يوم من الأيام، أمام باب المستشفى... وألا يتكرر المشهد نفسه بعد حين.
لكن المشهد يتكرر. ويموت الأطفال على أعتاب المستشفيات. لماذا؟
قد تتعدد الأجوبة. قد تأتي الوزارات والجهات الضامنة بأرقام. لكن الجواب الأكيد، أنه لا قيمة للإنسان لدينا. لا قيمة لصحته، أو أمنه الشخصي، أو أمنه الاجتماعي في هذا الوطن.
والوطن يعاني من ارتفاع في حرارته ومصاب بالإسهال والتقيؤ، ويحتاج إلى عناية فائقة ووضعه في «الغوفاز». فمن يستجيب؟
عماد الدين رائف

Comments