بلا أمل..

على وقع الانفجار تلو الانفجار من حولنا، وسيطرة الهواجس الأمنية علينا، وحصر اهتماماتنا بالخوف على الحياة... تركتم يا ساسة البلاد الهواء مفتوحاً لمشعوذين، لديهم ما يقولونه عوضاً عنكم، مع مؤثرات صوتية وبصرية أمنتها الشاشات لهرطقاتهم، المدفوع ثمنها من جيوبنا وأعصابنا. وبات المصدر الوحيد للأنباء تنبؤات بعض المحسوبين عليكم. لم يكلف أحد منكم، أيها «المؤتمنون على البلاد والعباد» نفسه بإطلالة يتوجه فيها إلى «المواطنين»، ليبدأ العام الجديد بنسمة أمل. وها بكم تكثفون إطلالاتكم على خلفية انفجار آخر... ضحاياه منا. فاقد الشيء لا يعطيه. ولا عمل لديكم إلا التشبث بـ«إنجازات»، تتلخص بالالتصاق بالكراسي، وإطلالات الاستنكار والإدانة والاتهام إثر كل انفجار... ولا أمل بأن يأتي الأمل عبركم. ما الذي يمكنكم منحه لمواطن فقد كل شيء بفضلكم، وبات كل همه أن يعود إلى البيت سالماً لا غانماً؟ بات تفكير المواطن بحقوقه حلماً. بات أمراً «ليس وقته». هل لديكم شيء من الأمن والأمان، والعمل اللائق، والطبابة، والقضاء على الفقر؟ ماذا في جعبتكم لأطفال الشوارع، للمشردين؟ لأطفال الإصلاحيات الذين لن يكون مصيرهم خارج الإصلاحية أفضل؟ للموقوفين في سجون تشبه القبور؟ للشباب الذين كفروا بالبلد؟ ماذا لديكم للنساء المعنفات؟ لنصف المجتمع غير المعترف به؟ للواتي لا يمكنهن منح الجنسية لأطفالهن؟ للواتي يحلمن بزواج خارج القيد الطائفي؟ ما الذي يمكنكم فعله للفئات المسحوقة والمهمشة... التي تريد فقط أن تعيش؟ لا شيء. لا شيء لديكم. لا يمكنكم أن تضمنوا شيئا.ً.. حتى ضمان بقاء ناخبيكم على قيد الحياة. لكنكم أدمنتم على الاستخفاف بنا وبعقولنا، ونحن... «راضون بقضاء الله وقدره».
عماد الدين رائف

Comments