باب الطوارئ

على باب الطوارئ يتوقف الزمن. فقد تحوّل المستشفى في الضاحية إلى حصن، يحرسه مسلحون. عوارض إسمنتية ضخمة، ممرات غير مدروسة الزوايا، شبكات معدنية يفترض أن تردّ عن الجسم الطبي هجوماً ما.
اعتاد الممر استقبال جرحى التفجيرات الانتحارية والأشلاء. واعتادت العيون على مشهد الدم. لا ترقى رؤيةُ «مريض عاديّ» إلى ذلك المشهد المخيف. لا ترقى إلى كمّ منتظر من «التشويق».
على باب الطوارئ ينظر إليك الحارس بريبة. آخرون إلى جانبه يدخنون بصمت ويحدّقون في اللاشيء. في الداخل، يسترخي طبيب وممرضات. يحتاجون إلى من يحرّكهم من سباتهم الصباحي.
يشير الطبيب إلى الباب، يعطيك ورقة كي توقعها من مكتب الدخول. خلف الزجاج، على كرسيه يتموضع محاسب غارق في مستنقع اللامبالاة. يأخذ الورقة. يحاول ألا تلتقي عيناه بعينيك. «مئة دولار». لا تسأله «لماذا مئة؟» فهو لا يعرف. يبدو أن كل ما قيل له «إن وقف أمامك شخص خُذ منه مئة دولار». لا تطلب منه إيصالاً مقابل المبلغ. سيستلّ من جاروره موزة. سيقشرها ببطء.. وأمام إلحاحك سيقطع ورقة صغيرة يكتب عليها «100$»، ويختمها. هي وثيقــتك الأولى في رحلة «تبليط البحــر».. وهو سيعــود إلى موزته.
إلى الداخل من جديد. قد تكون بحاجة فعلية إلى عملية جراحية. لكنك ستسمع من الطبيب ذي الاختصاص «عم تتدلع». ثم سيشير إلى ورقة عُلقت على حائط «لا أسرَّة شاغرة». احمل وجعك وعُدْ من حيثُ أتيت.
إن لم تكن جريحاً بانفجار، تبعهُ تصريحٌ لوزير الصحة.. فلا تقصد باب الطوارئ.
عماد الدين رائف

Comments