هل انتهت الحرب؟

لم تنته الحرب الأهلية عند كثيرين، وخاصة عند أهالي ضحاياها وأولادهم..
الوطن الصغير عبارة عن جزر صغيرة متباعدة، تبالغ في الانقسام على بعضها البعض، وفي تفريخ الأحقاد. «السلم الأهلي»، و«الأمن الاجتماعي»، و«الانصهار الوطني»، و«فضّ النزاعات».. مصطلحات استهلكت، وتمّ تسويقها لزيادة دوائر المنهوبين من قبل حيتان المال وبنوكهم.. وبقيت «حزازات الصدور كما هي». أما «مظلات الحماية الاجتماعية» فضربٌ من الخيال.
لم يُحاكم مجرمو الحرب، وخاطفو الأرواح على الحواجز المذهبية، وبائعو المخطوفين إلى الدول الشقيقة والعدوّة.
تجار القضايا الكبرى، وأرباب المجازر طلقاء، على كراسي المناصب الرسمية والطائفية. أمراء الحرب والخوّات، والمربعات، والإدارات المدنية، يفعلون بالعباد ما يشاؤون. بطبيعة الحال، يحتاجون إلى ضحايا جدد، كي يستمر «مجدهم» المبني على جماجم فقراء الوطن.
رمزياً، يعتبر الثالث عشر من نيسان 1975، يوم بدء الحرب الأهلية اللبنانية. وقد اعتاد اللبنانيون إحياء الذكرى بطرق مختلفة، تأخذ طابعاً مدنياً أحياناً. يجتمعون، يسيرون على خطوط التماس بين البيروتين، ويقولون «كلنا إخوة». بعض السنوات حملت إحياءات مبتدعة للذكرى.. لكن محطات النزاع المذهبي المتجدد تثبت أنها غير مجدية.
كيف تنتهي الحرب إذن؟ هل بالعفو العام والخاص عن مجرمين مرتكبين؟ هل بتكريس مبدأ محطات التناحر المذهبي؟
لا تنتهي الحروب الأهلية إلا بسيادة القانون فوق الجميع. وأين نحن من سيادة القانون وتحقيق العدالة؟ المؤشر العملي لمجتمع السلم هو نسبة لجوء المواطن إلى رجل الأمن ورجل القضاء لثقته بهما. فما هي نسبة ذلك لدينا؟
لا ثقة.
عماد الدين رائف

Comments