ورانا إيه؟

لا أرقام عن عدد اللاجئين غير المسجلين. أما المسجلون فهم ربع السكان، وفق وزارة الشؤون، التي أطلقت أمس نداء استغاثة «في آذان المجتمَعَين العربي والدولي»، مستغلة مناسبة وصول عدد المسجلين إلى مليون، لإخراج نداء إنساني وسياسي عنوانه «لبنان لا يمكن أن يكون وحيداً».. ذلك فيما تتزايد حالات الانتحار بين اللاجئين.
نداء «الشؤون» جاء في بيان مشترك مع «مفوضية شؤون اللاجئين»، اعتبرتا فيه أن لبنان هو «البلد الأول في العالم من حيث أعلى نسبة تركيز للاجئين مقارنة بعدد السكان. وهو يكافح لمواصلة مواكبة الأزمة، من دون أي بوادر تنبئ باحتمال تباطؤ وتيرتها»، محذرتين من تفاقم الأزمة «جراء الاستنفاد السريع للموارد واستنزاف قدرات المجتمع المضيف حتى نقطة الانهيار».
نداء موجهٌ إلى المجتمَعَين العربي والدولي. ويبدو أن التعويل على ذينك المجتمعين في تحويل أموال تغطي بعض الحاجات، هو كتعويل مريض بالسرطان على مرهم يداوي بثرة خارجية. «دراسة لبنانية تقول إن الأضرار تفوق 7.5 مليارات دولار». لذا تتوجه الأنظار إلى «المؤتمرات التي عقدت وستعقد، من أجل دعم المجتمع اللبناني ليتمكن من الاستمرار في دعم النازحين».
المؤتمرات عقدت، وبطبيعة الحال ستعقد «ورانا إيه؟».
لكن المجتمَعَين المعنيَّين منخرطان حتى العظم في الحرب السورية، وفي تداعياتها على لبنان.. وهما يعرفان بناء على التجارب، أن تلك الأموال لو دفعت، ووصلت، سواء عبر لبنان الرسمي أم عبر الشركاء الفاسدين لـ«المفوضية»، فلن يصل منها إلى اللاجئين سوى «من الجمل أذنه».
يبدو أن الحلّ الوحيد أمام اللاجئين، الذي تركه المتعطشون إلى تلك الأموال، والمجتمع الدولي الشريك في الجريمة.. هو الانتحار.
عماد الدين رائف

Comments