أجندة التنمية

لن تُدرَج القضايا الاجتماعية الملحّة على أجندة التنمية!
بالرغم من النضالات الطويلة الأمد، جلّ ما فعلته الحكومات المتعاقبة أنها دونت بعض جزئيات تلك القضايا على أوراق بياناتها الوزارية، ووضعتها على رفّ النسيان.
انتزاع الحقوق في قضايا المرأة، والشباب، والأطفال، والأشخاص ذوي الإعاقة، والفئات المهمشة... حلمٌ قديم راود المناضلين الاجتماعيين لسنوات طويلة. انتظروا انتهاء الحرب الأهلية، وراقبوا عن كثب فترة إطلاق دستور الطائف، ثم سعوا طيلة فترة التسعينيات للوصول إلى تكافؤ الفرص والعيش الكريم.
أُحبطوا غير مرة، سَحبت الطبقة السياسية البساط من تحت أقدامهم عند كل مفترق.. «شاركتهم» في إنجازات مرحلية. عشرات المحطات التي جمعتهم بوزراء ومسؤولين شهدت ابتسامات ترنو إلى أمل ما.. إلى ضوء في نهاية نفق طويل. لكن التجربة أثبتت وتثبت أنهم يعودون في كل مرة إلى نقطة الانطلاقة. يعودون إلى لملمة المطالب والدفع بها إلى الأمام جيلاً بعد جيل.
انطلق المناضلون إلى رحاب المحافل الدولية، وسعوا للعمل إقليمياً في بؤرة مضطربة تعجّ بالأزمات. طوّروا طرائق عملهم، تفاعلوا مع كل حديث في عالم يتقدم بسرعة، استوردوا مصطلحات وراكموا معارف «عقّدت» لغتهم، بحيث انها أبعدتهم عن المجتمع، الذي ينوء تحت أزمات معيشية ومذهبية، ذلك المجتمع الذي يناضلون من أجله. وباتوا يحتاجون إلى قواميس تفسّر ألفاظهم. ولعدم بلوغهم أهدافاً محددة، ولضعف التشبيك في ما بينهم، بات المناضلون في غربة عن بعضـــهم البعض. فمن يعمل على قضية لا يعرف بمجريات أخرى، إلا بالعناوين العريضة.
أليس ذلك إنجازاً يحتسب لطبقة سياسية لا تهمها القضايا الاجتماعية الملحّة، ولا أجندة التنمية؟
عماد الدين رائف

Comments