"لاجئ" محلي

صديقي فقد مورد رزقه.
هو ككثيرين من اللبنانيين، في السنوات الثلاث الأخيرة، باتوا عاطلين عن العمل «على باب الله». سائقون، وعمال، وصناعيون، وحرفيون... ترتفع صرخاتهم شيئاً فشيئاً. وهم يرون أن أبرز أسباب فقدانهم لفرصة العمل والإنتاج، تحويل لبنان إلى مخيم كبير للسوريين، وإلى أكثر بقاع الأرض كثافة باللاجئين.
هنا يتخطى العدد الفعلي للاجئين السوريين عتبة المليونين، بينما سجلت «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» منهم، نحو مليون ومئة ألف فقط.
إلا أن توفير فرصة العمل اللائق للمواطنين، وتأمين العيش الكريم لهم، ليسا من مهمات «المفوضية»، أو «الأمم المتحدة» من ورائها... ولا يمكن لوم اللاجئ إن سعى إلى لقمة عيش مغمسة بالذلّ، عندما تهمل الحكومة اللبنانية مواطنيها، وتحوّلهم إلى «لاجئين» في وطنهم. فمن يفقد مورد رزقه لا مكان له في لبنان الذي يكرّس مبدأ قوة المال... فمن لا مال لديه فليرحل.
اليوم، هو «اليوم العالمي للاجئين». ويحتفل العالم بهذه المناسبة للمرة الثالثة عشرة، بعد إقراره بالأسبوع العالمي لحقوق الإنسان في العام ألفين. وهو يخصص في الأمم المتحدة، وتحديداً في «المفوضية» لاستعراض هموم وأزمات أناس أجبروا على ترك أوطانهم لتهديد يعترض حياتهم. المفوضية التي حصلت على جائزة نوبل للسلام مرتين، تسلط الضوء في هذا اليوم على المعاناة.
بطبيعة الحال، لا توجد «مفوضية» مرشحة لجائزة نوبل، تُعنى بهموم وقضايا ومشاكل ومعاناة الأفراد المطرودين من عملهم، أو الفاقدين لموارد رزقهم، «بسبب اللاجئين» أو بسبب حكومات تهمّش مواطنيها... وصديقي الذي بات «على باب الله»، لن يعمل بوّاباً... سيهاجر.
عماد الدين رائف

Comments