أنيس قلحات

أنيس نعمة.. ابن قلحات الكورانية.
تعرفتُ إليه، منذ سنوات، عضواً في «نادي أصدقاء صوت الشعب»، قبل أن أعرف أنه رئيس «النادي الثقافي الرياضي» في بلدته.
أذكر الطريق نحوها منذ التسعينيات، يوم نزلت من الباص المتجه إلى طرابلس.. وتسلقت الجبل نحو حرم «البلمند».. لم أكن أعرف حينذاك أن الجامعة تقع في خراج قلحات، وعلى مرمى حجر من ناديها.
يتألق أنيس اليوم. فقد ارتبطت القرية بنشاطه في أذهان كثيرين ممن حضروا أو شاركوا في حفلة من حفلات مهرجان البلدة، أو سيشاركون في مهرجان «القرية تراث»، أو في مسرحية «عرس الوطن».. فقد بات أنيسَ قلحات، ومؤنسها الأول.
هي حكاية نجاح جميل، إذ لفتَ أنظار الجميع نحو مهرجان ارتقى به، مع عدد من شباب النادي، ليضاهي المهرجانات الكبيرة.
حكايته، حكاية «المعجزات الصغيرة»، في قرية وادعة يُقال إن عظيم الفراعنة، ذكرها في رسائله.
فوق ذلك المُرتفع المشرف على البحر والأودية، بين أنفه والقلمون، خطّت يدُ أنيس ورفاقه رسالة جديدة راقية، بعد 34 قرناً على رسائل رمسيس الثاني.. على الرغم من بعــض الارتــجال والخجل، اللذين أضفيا على المهرجان طابع الطيبة والعفوية.
قلحات التي أطلق عليها الصليبيون لقب «الجبل الجميل»، باتت أكثر جمالاً وأناقة وهي تفتح أبوابها للجميع من الشمال والجنوب والعاصمة، وتوزّع عليهم بعض أمل، في زمن صعب.
يُقال إن عامية جبل لبنان، كانت تسمّي البلدة بـ«قلحون»، أي البراعم المتفتحة ربيعاً.. وها هي تلك البراعم تتفتح أملاً، مع أنيس ورفـــاقه، ذوي «النية الصادقة».
عماد الدين رائف

Comments