المستقبل؟

مسابقة «المكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي» للعام 2015، هي عبارة عن كتابة رسالة من قبل فتية وفتيات لم يتجاوزوا الخامسة عشرة من أعمارهم، موضوعها «حدثونا عن العالم الذي تأملون في أن تترعرعوا فيه».
يعتبر «الاتحاد البريدي» أن المسابقة «تمنح الشباب فرصة الإعراب عن آمالهم بشأن العالم الذي نعيش فيه، والحلول التي يقدرون أنها ممكنة للمشاكل». وعلى لبنان أن ينظم المسابقة «بالطريقة التي يراها مناسبة».. وأن يقدم «الرسالة الأفضل» قبل نيسان من العام المقبل.
عن أي رسالة نتحدث؟ فرسالة واحدة من لبنان لن تكفي؟ ومن هو العبقري الذي سينظمها؟
هل لنا أن نعرف كيف ينظر إلى المستقبل أبناء أسر هي دون خط الفقر، تعيش هواجس دواعش الداخل والخارج، وتتزايد لديها نسب الحقد والكراهية من الآخر، لمجرد كونه آخر؟
أم فتية وفتيات المخيمات الفلسطينية، الذين إن عاشوا فمصادرة لقمة عيشهم، وإن مرضوا فأمامهم الموت، وإن تعلموا فلا عمل.. وإن حلموا فلا أمل؟
أم أبناء وبنات النازحين، الذين لم يحظ معظمهم بمقعد دراسي، وقد تناهشتهم المنظمات «الخيرية» و«الإغاثية» و«الإنسانية»، وتمت المتاجرة بمأساتهم ومعاناتهم، واستغلالهم سياسياً، وطائفياً، وجسدياً، وجنسياً؟
أليس من الأفضل حصر المسابقة بالمستقبل الوردي لأولاد الزعماء والسياسيين وأمراء الحروب، ونوابهم الممددين لأنفسهم أو وزرائهم في حكومة المصلحة، أو أولاد زبانيتهم وحواشيهم والمستفيدين والطفيليين، من أصحاب الامتيازات والاحتكارات والشراكات الأمنية والاقتصادية والمالية العابرة للطوائف، والداعسة على أنفاس الناس؟
أم أن الأفضل ألا يشترك شباب يعيشون في لبنان بمسابقات كهذه؟
عماد الدين رائف

Comments