بطاقة عرس

«منتجوز.. ما منتجور.. رح نتجوز». بهذه العبارة صدّرت نبيلة بطاقة الدعوة إلى احتفالية اقترانها بعباس. ربطت البطاقة بإبريق فخاري صغير، وذيلتها برسم لوجوه ثلاثة أطفال وسهم يشير إلى المنزل، عوضا عن «جنّة الأطفال منازلهم».
لا أذكر آخر مرّة لبيّتُ فيها دعوة إلى عرس. أحاول منذ نحو عقد من الزمن، أن أؤمن الحدّ الأدنى من الحياة الكريمة لــــعائلتي.. أعمل ليل نهار، وتكاد تنعدم الحياة الاجتماعية لديّ.
قبل حربنا الأهلية، في أيار 1974، صدرت دراسة المديرية العامة للأحوال الشخصية، التي تضمنت جدولاً بأرقام الولادات والوفيات وعقود الزواج للسنوات الثلاث السابقة. اللافت آنذاك، أن الباحث نبيل حرفوش بنى على الجدول توقعاته لمطلع الألفية الثالثة، ضمّنها كتابه «الحضور اللبناني في العالم».
ولكون لبنان الرسمي لم يكن يعرف عدد سكانه، عاد الباحث إلى إحصاء العام 1963، وقدّر أن يصل عدد اللبنانيين إلى خمسة ملايين في العام 2000. فتوقع أن حصة المواطن لن تتعدى مترين مربعين من مساحة الوطن.. أي انها «مرقد عنزة» فعلي. فطالب بخطة طوارئ، تقوم في جزء منها على حملة تثقيفية لإقناع الشبان والشابات بتأخير مرحلة الزواج. ورأى ضرورة «إشراك وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وتلفزيون»، إلى جانب «رؤساء الطوائف الدينية» في تلك الحملة.
لسنا بحاجة اليوم إلى أي خطة أو حملة.. فقلة من الشباب باتوا يستطيعون الإقدام على الزواج.. وإن فعلوا لا يجدوا حتى «مرقد عنزة» مستأجرا.. إذ إن الزواج بحد ذاته بــات يعتــبر «بطـولة».
سألبي الدعــــوة. وسأقـــول لزمـــيلتي نبيلة ولعبـــاس «البطــــلين»: «بالرفــاه والبنين».
عماد الدين رائف

Comments