ماذا يقرأون؟

يتزامن طلب فايسبوكي فحواه «أذكر أسماء عشرة كتب أثرت بك»، مع التحضيرات لإحياء «اليوم العالمي لمحو الأمية». وتعتقد «اليونيسكو» أن «القراءة والكتابة من العناصر الأساسية اللازمة لتعزيز التنمية المستدامة».
الأرقام عربياً تبقى مخيفة. فعدد الأميين نحو 97 مليون شخص، 67 مليوناً منهم بين الخامسة عشرة والخامسة والأربعين، وفق تقارير «المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ـ الألسكو».
أي أن سبعين في المئة من الأميين العرب من فئة عمرية شابة أو تحاذي الشباب. وعلى الرغم من عدم توفّر الأرقام محلياً إلا أن دورات محو الأمية ناشطة، تتعدد وتتنوع بلدياً وجمعوياً.
المنظمة دقت «ناقوس الخطر»، فالعرب لم يحققوا تقدماً حقيقياً على طريق محو الأمية.. لكنها لم تلحظ، ربما، أن كثيراً مما يُكتب بالعربية، للذين يقرأون، يتضمن التحريض والكراهية والحقد، والعنف اللاغي للآخر بحجة احتكار الحقيقة. وبالتالي تكون النتيجة معكوسة، أي التخلف المستدام.
فالمخيف، لا يكمن في الأرقام نفسها، وكم عدد الأميين.. بل في النسبة المتبقية. في الأشخاص الذين يجيدون القراءة، وهم لا يحتاجون إلى عشرة كتب لتؤثر بهم، وبينهم خريجو جامعات.. فما الذي يقرأونه؟ وهل من «تنمية مستدامة» تنتج عمّا يقرأون، يمكن تعزيزها؟
بطبيعة الحال، لا نحتاج إلى كبير جهد كي نجد الجواب، فإن ابتعدنا عن التكفير المتبادل على صفحات المواقع الاجتماعية من «خير أمة أخرجت للناس»، يمكننا أن نراه في فظائع مشاهد إقامة الحدود، أو حتى الذبح باسم الله، على وقع التكبير.
عماد الدين رائف

Comments