حرامية ونص!

لعل أسمج ما يمكن أن يُسمع وسط حفلة الجنون المستعرة، هو ما تفتقت عنه عبقريات نواب مُمَدِّدين لأنفسهم، وهم يرفعون دعوى قضائية ضدّ مناضلين مدنيين.. كل ما فعلوه أنهم وصفوا سعاداتهم بالحرامية.
فعلى الرغم من أن الحرامي وفق التعريف البسيط، الذي نعلّمه لأولادنا، هو من يأخذ مال الغير بغير وجه حق، وذلك أدنى ما ينطبق على ممثلي أمراء الحروب.. إلا ان رافعي الدعوى، كما يبدو، يريدون من دون سواهم من حرامية البلد، أن يدفعوا تلك الصفة البغيضة عن أنفسهم.
غريب أمركم يا أصحاب السعادة المُمَدَّد لها!
بماذا أساء إليكم لبنان ليستحق منكم هذا العقوق؟
ألم تلتهموا أملاكه البحرية والنهرية لتبنوا منتجعاتكم الخاصة؟ ألم تزرعوا وحوش كساراتكم في جباله؟ ألم تنهشوا خضرته بمراملكم؟ ألم تحولوا جناته إلى مطامر للنفايات؟ ألم تهدموا النقابات لتحتكروا تجارات الماء والدواء والغذاء.. والهواء؟ ألم تشترطوا نصيباً معلوماً من كل مشروع ظاهره تنموي؟ ألم تزرعوا زبانيتكم في كل إدارة ليمتصوا دماء الناس؟
بربكم، ما الذي فعلتموه خلال ولايتكم المجيدة لتستحقوا رواتبكم؟
كل ما فعلتموه هو تمثيلكم الصحيح لأمراء الحروب وتبريركم جرائمهم.. وتحويلكم المؤسسات الدستورية والإدارات العامة ووسائل الإعلام إلى منابر لخطابات معلوكة.
لكن لبنان غفور رحيم. وأنتم تعرفون ذلك وتعولون عليه. لبنان غفر لأمرائكم جرائمهم ورفع شأنهم من فارضي خوّات إلى زعماء.. يفعلون بالعباد ما يشاؤون.
وأنتم من بعد كل ذلك يا طرابين الحبق تمتعضون من لفظة «حرامية»!
«حرامية ونص!».
عماد الدين رائف

Comments