ذو الفقار عبد الله

يمكنني أن أقفَ عند محطات مؤثرة في نضالك نحو تكافؤ الفرص للأشخاص المعوقين في المجتمع.. لكن حياتك اليومية هي النضال الحقيقي.
عاملا مطبعة، أنت ورفيقك عبد العزيز الشعار أواخر السبعينيات، يوم كانت النقابات تلهبُ الشوارع وتخيفُ المتسلطين، جمعتما الأشخاص المعوقين. صرتم أكثر.. حلمتم بنقابة أو اتحاد لكل إعاقة. كسرتم الصورة النمطية المتوارثة عن قدراتكم.. فكان «الاتحاد».
أسستم مع المنظمات اللاعنفية، في عزّ الحرب، تحركات سلمية جابت لبنان. سعيتم إلى حركة نضالية من جميع المناطق والملل والنحل، تلملم المطالب وتصوغ مسوّدات التشريع الخاص بالحقوق.
تلك وغيرها محطات. إلا ان حراكك اليومي كان ملهماً. تواصلك المستمر والمكثف مع الأشخاص المعوقين، وتعزيزك للروابط في ما بينهم.. نقلك إياهم من بيوتهم إلى مراكز أعمالهم ونشاطاتهم، على حساب صحتك أحياناً، في بيئة هندسية لا تحترم حاجاتهم.. إلمامك بتاريخ حركة الإعاقة وتعميمك تلك المعرفة على الباحثين عن معلومة، في بلد يفتقر إلى قاعدة بيانات.. تطويعك الظروف لمساعدة شاب أو فتاة، لعل طاقة الأمل تتسع لأحلامهما بغدٍ أفضل، بحق بسيط غير ملحوظ.. إيمانك بأن المسيرة لا بد من أن تثمر.
أفهم غضبك يا صديقي. أفهم سخريتك اللاذعة.
أفهم قسوة الواقع في وطن لا يحترم جميع أبنائه، وحرصك على القضية وانفعالاتك كلما حاولتَ فتح ثغرة في الجدران الصلبة. فما تحقق من إنجازات ما هو إلا حجر صغير في حلم بناء الحقوق.
ذو الفقار عبد الله. في الذكرى الثالثة والثلاثين لبدء المسيرة التي أطلقتها مع رفاقك.. تحية.
عماد الدين رائف

Comments