حاجز محبة

العشرون من تشرين الثاني، شهد حدثاً غير عادي قبل ربع قرن، إذ فيه وقعت 191 دولة على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل. ولأن إعلان تلك الحقوق أُرِّخ في اليوم نفسه من العام 1959، اختير هذا التاريخ يوماً عالمياً لحقوق الطفل.. فيه عقدت الآمال حول العالم على احترام مستقبلنا كبشر.
إلا ان حساب الحقل لم يوافق يوماً حساب البيدر، فتحول هذا التاريخ إلى محطة سنوية تضاف إلى الأيام العالمية للحقوق. تقام في نشاطات توعوية خجولة، وحواجز محبة توزع عليها منشورات وملصقات.
لبنان الذي وقع مع الموقعين، يعيش معظم أطفاله اليوم ظروف الحرب بلا حرب.. فيه مئات آلاف الأطفال من ضحايا الصراعات والنازحين الهاربين الناشدين للأمان في واقع لجوء مزر. يتعرض بعضهم لأبشع أنواع الاستغلال، وتتم المتاجرة بهم وبنزوحهم. إلى جانبهم أطفال لبنانيون معنفون بشتى أنواع العنف، لا يظهرون إلى العلن إلا عبر فضيحة إعلامية.
قد يحاول لبنان في فترات استقرار نادرة، وبجناحيه المدني والرسمي تحقيق تقدم ما في تطبيق الحقوق.. وقد يرفع تقارير دورية عن أوضاع الأطفال فيه، مضمناً إياها الأوضاع الأمنية التي لا تسمح بالتقدم. وقد لا يفعل.
أما على الأرض، فالإجراءات المتعلقة بحماية الأطفال هزيلة جداً أمام الوعود، التي نادراً ما تستتبع بإجراءات صارمة.. وإن أتت فهي فردية تطال من لا خيمة فوق رؤوسهم. ويبقى التعدي على حقوق الأطفال بشكل عام مجرد تصرف يدعو للأسف.
اليوم، هو اليوم العالمي لحقوق الطفل، إن صادفتَ حاجزَ محبة، فلا تتفاجأ.
عماد الدين رائف

Comments