مغلوبون

في إطار «المهرجان السينمائي الدولي»، يعرض في عاصمة الجنوب مساء اليوم، عمل سينمائي مميز، قد يقدم الوصفة المطلوبة لانتشال معظم اللبنانيين من بعض الواقع المرّ الذي يعيشونه أو يتعايشون معه في ظل تردي الخدمات، لا سيما التزود بالطاقة الكهربائية.
«المغلوب» - العمل السينمائي المنتج في الهند، والموقع من ديبتي كاكار وفهد مصطفى، يصور سارق كابلات يتحول إلى بطل شعبي في ظل انقطاع التيار الكهربائي العشوائي عن فقراء كانيبور، والتمييز تجاههم وعدم المساواة، وعدم قدرتهم على دفع مبالغ طائلة للحصول على تلك الخدمة، وتزايد نقمتهم على الدولة ومؤسساتها، مع إيمانهم بأن تحركاتهم المطلبية وتظاهراتهم لن تؤدي إلى أي نتيجة.
المغلوب - المقهور، لا يحكي قصة روبن هود هندي، يتحول إلى بطل يمكن أن تروى حكاياته، بل يجسد إمكانية استفادة المقهورين بالجملة من خدمات لا تستطيع الوصول إليها الأحزاب والنقابات والهيئات المطلبية الصورية.. يقدمها لص لا يخجل من كونه لصاً.
فاللص البطل، لا يتستر بزي العفة، ولا يدعي الحرص على مصلحة المواطنين في مؤتمرات صحافية، ولا يمدد لنفسه في برلمان. هو مجرد لص يستغل ظروفا مرحلية، فيقدم خدمة مطلوبة إلى الفقراء.
عرض اليوم، فرصة على شاشة «صيدا غراند سينما»، لكل من يخضع للتقنين الكهربائي المتكرر والعشوائي والجائر، لابتداع حلول خارج إطار مافيات التقنين والمولدات الكهربائية، والتعرفتين الرسمية وغير الرسمية للـ«خمسة أمبير».. فرصة للاطلاع على تجارب مغلوبين آخرين، أو هو مجرد مساحة إضافية للسخرية القاسية من أنفسنا.
عماد الدين رائف

Comments