من د. خالدة مكة - قراءة في الكتاب


كتاب "حكايات كوندوروشكين – لبنان قبل قرن بريشة روسية"، بقسميه، هو كرواية جاءت من حيث لا ننتظرها، فريدة هي و فرادتها كونها الرواية الوحيدة التي ترجمت الى العربية من اللغة الروسية. جاءت وصفاً لجعرافية منطقتنا و أضاءت على حقبة تاريخية ،بحيث لم يكن للجغرافيا حدود.

يأسرك الكاتب بوصفه لجمال جبال نفتقد نصوعها في هذه الأيام ،و لوعورة دروب نظن أنها من الخيال. جمال الرواية جاء في هذا الوصف، لكن لا يمكن إلا التوقف أمام تصنيف الكاتب لأهل البلاد، حيث جاء التصنيف دينياً و مذهبياً، حتى لتخاله و كأنه يؤسس لمرحلة صراع مقبلة، و لربما كان دقيقاً بتصنيفه لكننا تأخرنا لنصل إلى رؤيته.

بالرغم من أن الرواية أغنت ثقافتنا بالتعرف إلى كاتب روسي معارض للنحزب في مرحلة النهضة الشيوعية. لكنها من ناحية أدبية لم تغن مخيلتنا بالتعابير الجميلة، وإن كانت خُطّتْ بأسلوب سهل و سلس. لربما للترجمة أثر في ذلك، لذا في بعض المفاطع جاءت كسرد تاريخي أكثر مما هو سرد أدبي روائي.

 بإختصار رواية تجمع بين الفرادة و بساطة التعابير و تماسكها. رواية جامعة بين الأدب و التاريخ.

وفي بعض مقاطعها تظن أنك أمام دراسة تحليلية اجتماعية لسكان المنطقة التي عاش فيها الكاتب، على الرغم من أنه في بعض العبارات يظهر بمظهر الجاهل لعقيدة الناس و يخلط بين طبائع الناس الجافة في ذاك العصر و بين الانتماء الديني.

خالد مكة

Comments