رمضان تسوروف شاعر إنغوشيا وناظم نشيدها الوطني

كيف لي أن أختبئ من نفسي في شقوق الصخور،
أو أن أخبّئ التوق إلى النسيان في زبد الجدول المتدفق،
في حيرتي كنتُ أبحث عن الأنفس العظيمة،
لكنّي فررت منها فتضاعف حجم ضياعي
**

دهشتي كبيرة بتسارع سنوات الغضب،
بعدما غاص كل ما بين النهاية والبداية في غموض الظلمة،
مخلوق للنضال الأبدي بلا حظ ولا انتصارات
أحمل روحي المرتبكة وأسير بها عبر الأرض الدنسة.
**

لا لساعة ولا حتّى للحظة وسط أجمة الزهور الصيفية
لا يمكنني دفن آلام ما قبل الخريف..
ولا أجد يدًا ممدودة من أي كائن حيّ.
**

كل هذا الألم والارتباك المفضي إلى القنوط يختزنه الشاعر الإنغوشي رمضان تسوروف في قصيدته. ولد تسوروف في ناحية نازران الإنغوشية سنة 1966، وبدأ ينظم الشعر وهو في الرابعة عشرة من عمره، وكان شابًا في جعبته الكثير من القصص والقصائد التي نشرها في دورية "أوترو غور"، وهي تتغنى بجمال الطبيعة وقوة النفس البشرية، فكيف لا وبلده إنغوشيا (إحدى الجمهوريات المتمتعة بالحكم الذاتي ضمن الاتحاد الفدرالي الروسي) ذات طبيعة جبلية خلابة وتفتخر بقوة ناسها وصلابتهم. ضُمّت أشعاره إلى قصائد شعراء آخرين في مجموعة طبعت في مدينة غروزني، بعنوان "كي تعيش الأرض". تابع مسيرته الشعرية بوعي أكبر مع تخرجه من كلية فقه اللغة في جامعة الشيشان والإنغوش الحكومية قبيل انحلال الاتحاد السوفياتي سنة 1991، ما فتح الباب أمامه لنشر قصائده في جريدة "إزفستيا" و"أوبشايا غازيتا" بين العامين 1997 و1998.
نظم رمضان تسوروف قصيدة نشيد إنغوشيا في العام 1990، التي تحولت بعد ثلاثة أعوام إلى النشيد الوطني الإنغوشي. طبع أول دواوينه الشعرية في العام 1998 بعنوان "أحلام عن الحريّة"، وفي العام التالي صدر ديوانه "إكليل السوناتات". وبموجب مرسوم صدر عن رئيس جمهورية إنغوشيا م. زيازيكوف حاز رمضان تسوروف على لقب "العامل الثقافي المكرم  في جمهورية إنغوشيا".

Comments