تحية إلى روح إيرينا سميليانسكايا


تحية إلى روح إيرينا ميخائلوفنا سميليانسكايا المترنمة باللحن العربي
أمس، غادرت دنيانا إيرينا ميخائلوفنا سميليانسكايا عن خمسة وتسعين عامًا، قضت ستة عقود منها في البحث العلمي في مجال الدراسات العربية والشرقية. كانت الراحلة الكبيرة أحد أعمدة الاستشراق والتأريخ، وتركت بصمتها في معظم ما اتصل بالعلوم الشرقية في روسيا وبلدان الاتحاد السوفياتي السابق. تخرج على يدي إيرينا ميخائيلوفنا عشرات العلماء البارزين في الدراسات الشرقية، وقد تابعت عملها في البحث والتأليف حتى آخر أيام حياتها. 

عندما زرتها في منزلها خارج موسكو، قبل عامين برفقة المستشرق الشاب ألكسي سارابييف، كانت تعمل على مخطوط شامي يعود إلى القرن الثامن عشر، تكافح في سبيل تحقيقه والتعليق عليه، وتستمد من عملها اليومي القوة لتقهر الموت الزاحف إليها. تبادلنا بعض الكتب كهدايا، وعرضت ما طبع لها بالعربية، قلت لها إنني قرأت كل هذه الكتب. فقالت لي: إذا، بم يمكنني أن أدهشك. طلبت منها الإجابة على ثلاث مسائل استعصى علي حلها تتعلق بأغاتانغل كريمسكي، فلبت طلبي. بعد بحث شيق في مكتبها المنزلي، تناول عملها على أعمال كريمسكي ورسائله مطلع سبعينيات القرن الماضي، ومشروع نشر رسائله بالعربية أواسط الثمانينيات، استضافتنا العالمة الكبيرة المتواضعة في مطبخ بيتها، تحلقنا حول الحلوى والشاي، وجلنا في تاريخ الأدب العربي والمخطوطات وفقه اللغة.

Comments