تحت الصنوبرة.. رواية لعصام سحمراني

"تحت الصنوبرة" أول رواية للرفيق والزميل والأخ الحبيب عصام سحمراني، تبصر النور عن "دار المصور العربي" في بيروت، بعد تجربة طويلة لعصام في العمل الصحافي اليومي، وفي ذخيرته مجموعة قصصية بعنوان "أنثى: ضوء وزاد" (القاهرة، 2014) ونصوص أدبية، ومقالات وتحقيقات وملفات وبحوث اجتماعية، نشرها في عدد من الصحف والدوريات الورقية والإلكترونية العربية.
يعيدنا عصام في روايته "تحت الصنوبرة"، التي تسنت لي قراءتها قبل أن تطبع، إلى مطلع تسيعينيات القرن الماضي، في رحلة شيقة وقاسية في آن، يحاول فيها أبطال روايته لملمة ذواتهم في مرحلة ما بعد الحرب الأهلية المثقلة على الذاكرة الفردية والجماعية، في حياة يومية هي أشبه بسباق تحديات، بين زواريب الميليشيات وحواجزهم وسجونهم وانتهاكاتهم لكرامة الإنسان. يجول فيها بين ديكتاتوريات الطوائف، ويعيد موضعة الصور واللحظات على جدار وطن تناشته أنياب أرباب الزواريب. في فعل قاهر شديد الوطأة على النفس البشرية المسالمة، التي تغوص في ذاتها هربًا من الواقع حينًا، أو تستسلم له حينًا آخر، أو تذود بملجأ "الصنوبرة" لخمس سنوات أنتجت واقعًا موازيًا في الحبّ والحياة.
تحية إلى عصام، الذي كتب رواية ضرورية في حاضرنا، فصوّر لنا واقعًا عاشه كل واحد من جيلنا الممزق، علينا أن نتعرف عليه بأبعاده كلها قبل أن نثور وندفنه، وألا نسمح لأرباب المذاهب والزواريب بإعادتنا إليه.
وها نحن اليوم نخطو الخطوات الأولى نحو حلم.. حلم وطن. 

Comments