حول التمييز الجسدي.. حول العنصرية اللبنانية

hadayesmaana@newtvsat.com
الزميلة العزيزة داليا أحمد المحترمة.
تحية إليك وإلى أسرة برنامجك الجريء.
العنصرية، موضوع شيق، يغرق فيه اللبنانيون، تجاه بعضهم البعض وتجاه الآخر "الغريب"... لكن هذه العنصرية القائمة على التمييز تجاه الآخر، قبل أن تكون دينية أو مناطقية أو طبقية، أليست موجودة في اللبنانيين من خلال "التمييز الجسدي"، وهو أتعس أنواع التمييز تجاه الآخر.. الذي، ربما يكون أحد أفراد العائلة المتجانسة دينياً أو مناطقياً أو طبقياً.
"التمييز الجسدي" تجاه الأشخاص المعوقين، يمارس عليهم العزل والتعتيم والإقصاء عن ادنى حقوقهم في دول تتغنى بالديمقراطية التوافقية المضحكة، وسياسات مخزية للحكومات المتعاقبة منذ اتفاق الطائف حتى اليوم، في تجاهل حقوق هذه الفئة في التوعية تجاهها..
ما يزال اللبناني في الأعم الأغلب يخبئ طفله المعوق عن الأنظار خوفا من كلام الناس أو السمعة السيئة أو حفاظا على مكانته الاجتماعية، أو لفكرة أن الله تعالى قد عاقبه على أمر ما فرزقه طفلاً معوقا!
ما يزال اللبناني في الأعم الأغلب يرسل بطفله المعوق إلى المؤسسات الرعوية التي تعزل الطفل لينمو معزولاً عن المجتمع محدود القدرات،...
ما يزال اللبناني في الأعم الأغلب ينظر إلى الطفل المعوق، إبن الآخرين، من باب الشفقة والسخرية، ويربي أطفاله على هذه الطريقة.
التمييز الجسدي أحقر انواع التمييز وأكثره كلفة على الأجيال الصاعدة.. إلى متى سيتحمل الأشخاص المعوقون جهل المجتمع بقدراتهم وطاقاتهم، والمجتمع يضعهم في عداد العاجزين المحدودي القدرة.
ما تزال كلمة "معاق" شتيمة يسب اللبنانيون بعضهم البعض باستعمالها.. فهي سهلة الاستعمال ولا تنال من عرض أحد.. أليس كذلك! أو أن يقال للمعوق: "مش شايف الله شو عامل فيك، وبتحكي كمان!!". فهل من أحد يسمعنا؟
مع تقديري الكبير
عماد الدين رائف

Comments