أهالي المخطوفين

هناك من وجد أفضل السبل لعرقلة تحركات أهالي مخطوفي أعزاز التسعة، وربما لإسكاتهم. ويرى ذو المخيلة الواسعة أن المشهد المثالي لعدد من النساء والشبان هو أن يكونوا وراء القضبان. وكأي قضية في بلادنا تنقسم التحليلات فيها إلى رأيَين أو أكثر.
مشهد كاريكاتوري يرافق الانهيارات التي نشهدها في ما تبقى من هيبة الدولة. ولا يقل عنه سوءا تلك الانتقائية التي ينظر عبرها اللبنانيون، ومنهم الصادرة بحقهم تلك الاستنابات القضائية، تجاه الأجهزة الأمنية.
خطف الطيار التركي ومساعده قضية معيبة. إلا أن أهالي المخطوفين وجدوا بصيص أمل لهم فيها، قد يؤدي إلى إطلاق سراح أحبتهم، في ظل التقاعس الرسمي. وبسرعة، تبدو في غير محلها، تحركت التحقيقات في قضية التركيين.
للوهلة الأولى، يظن المواطن أن الأجهزة الأمنية على أتم الجهوزية للتحرك في أي ملف وإيصاله إلى خواتيمه. ويخال أن بازار الخطف بهدف الفدية بقاعا، مثلا، سيتم إقفاله، وستعيد القوى الأمنية للمواطنين ما دفعوه من أموال لاستعادة أحبتهم، وستزج بعصابات الخطف المعروفة في السجون.
كل ما أمكن أهالي المخطوفين فعله هو عدد من التحركات السلمية المتنقلة. يطالبون منذ ستة عشر شهراً بمطلب محق، تجاهلته الدولة. الخاطفون معروفون. وقدرة الدولة التركية على إطلاق سراحهم معروفة. معروفة جداً لدى بعض المسؤولين.
المشكلة ليست في الأهالي، إذ يصعب تخيل أنهم شكلوا «كوموندوس» لخطف التركيين على طريق مطار بيروت. المشكلة في تجاهل الدولة لمسؤولياتها تجاه مواطنيها. المشكلة في استسهال معاقبة الضحية مرتين.
عماد الدين رائف

Comments