الحرية لسمير كساب

مرّ شهر من الصمت على غياب سمير كسّاب في حلب. توقف الزمن لأكثر من ثلاثين يوماً عند عائلته ومحبيه وصحافيين ومصورين، طالبوا بـ«الحرية لسمير ورفاقه». لا خبر، ولا اتصال. هي مسيرة مدنية يتيمة في بيروت لإضاءة شموع الحريّة. 
شاب آخر، كان يبحث عن فرصة حياة لم يوفرها له بلده. عن لقمة عيش كريم، أبعدته قسراً عن والدته التي تغالب الدمعة وهي تصلي كي يرجع. عن مستقبل لائق له ولخطيبته، حلما به. 
سمير الذي انتقل منذ نحو سنتين إلى سوريا، في ظل حربها المستفحلة، عمل على نقل الصورة. ذلك عمله الذي يجيده. لكن لا مجال لإيصال تلك الفكرة إلى أذهان المتقاتلين. أذهانهم مشدودة إلى مكان آخر في حربهم الدامية، التي بفضل سمير ورفاقه تصلنا بعض صورها وفصولها. مهنة نقل الواقع، كلفت سمير وعائلته غالياً.. انتقلت بهم إلى واقع آخر.. نصلي أن يعود سمير إلى أحبته ليطووا صفحة الواقع المستجد. 
صمت المحطة الإعلامية التي يعمل فيها سمير قد يكون مبرراً، كي تصل الأمور إلى خاتمة سعيدة تعيده ورفيقيه، الصحافي الموريتاني والسائق السوري، إلى عائلاتهم. لكنه صمت غير مبرر من دولة، تقف كشاهد زور على ضياع مستقبل أولاد عائلات آمنت بالوطن. الدولة الصامتة، أبعدت آلاف الشبان عن عائلاتهم، ليبحثوا عن لقمة عيش في أصقاع الغربة. تقول إحدى الوالدات وهي تودع ابنها «الله يلعن هالبلد يللي بخلّينا فرحانين لأنّو ولادنا مسافرين».. لكننا نريد لهم أن يعودوا «سالمين. وإن لم يكونوا غانمين». 
الحرية لسمير كساب ورفاقه. 
عماد الدين رائف

Comments