"بريفيه"

لفترة امتحانات الشهادة المتوسطة الرسمية جدوى غير تربوية تقوم على خطين.
الأول، خط أولياء الأمور والتلامذة الممتحنين، حيث تنشط حركة المعلمين الخصوصيين، قبل الامتحانات بشهر أو أكثر، ويقومون بتكثيف الزيارات إلى المتعلمين، ويتحدثون عن «العلم نور».
أما التلامذة، فيتحضرون ليوم الامتحان بصرف الأعصاب والشموع الموقدة للأولياء والقديسين.. ويتجهزون بثياب جديدة، تخلق شبه حركة تجارية.
وفي أيام الامتحانات، تقضي أمهاتهم صبحياتهن قرب مركز الامتحان، ويجلبن معهن «ترمس القهوة»، ويبصّرن في بقايا البنّ، مع الإكثار من الدعاء لأولادهن وبناتهن، بأسئلة سهلة، و«ردّ عيون المراقبين».
الخط الثاني، هو خط وزارة التربية وأساتذتها، والمدارس، حيث يعتبر نجاح الوزارة في إجراء الامتحانات نجاحاً للوزير بشخصه. ويمكنه أن يضع ذلك ضمن «إنجازاته» في مجلد أو اثنين بعد انتهاء ولايته.
ذلك فيما تتبارى المدارس للحصول على أعلى نسبة من «النجاح».. وتكون قد استثنت استباقياً كل من تشك في نجاحه من التقدم إلى بطاقة ترشح للامتحانات على اسمها. ثم تقوم بنشر اللافتات على جدرانها عن «نسبة نجاح مئة في المئة». ويبقى أن يتقاضى الأساتذة المعدّون للأسئلة والمراقبون والمصححون أجورهم، بعد حين.
وفق قاعدة «يللي مخزّن براسو معلومات بيصبهن عَ الورقة»، تنطلق امتحانات «البريفيه» اليوم، وفق مناهج عفا عنها الزمن. عمرها يزيد عن أعمار التلامذة الممتحنين. أما التلامذة فهم أكثر «خبرة» في فنون التواصل والاتصال، والتعلم عبر الانترنت والوسائط من ذويهم، والمعلمين الخصوصيين، والأساتذة والوزارة.. والأولياء والقديسين.
متى ينتهي مفعول فلكلور «البريفيه»؟ وما الجدوى التربوية الفعلية للامتحانات؟
عماد الدين رائف

Comments