دجل

تُكشف الستارة مساء اليوم، عن «مجسم تفاعلي حول قضايا المرأة» إثر حفل إطلاق «الحملة الوطنية لدعم مشاركة المرأة في الحكم».
لا يرافق الخبر أي شرح عن المجسم، أو عن معنى «التفاعل» فيه، وما الهدف منه، وكيف سيخدم الحقوق السياسية للمرأة باحتلاله حيزاً من أسواق بيروت.
لكن، قبل إطلاق الحملات والكشف عن المجسمات، تُظهر نِسَبُ الدراسات البحثية «شبه إجماع» لدى المُستفتين في استطلاعات ميدانية على تأييد مشاركة المرأة في الانتخابات؛ وآخرها دراسة للباحثة بتول يحفوفي بعنوان: «كشف رؤية النساء والمجتمع للمشاركة السياسية للمرأة أزمة الوعي والعمل السياسي».
وشبه الإجماع ذاك متوفر لدى اللبنانيين إن على مستوى الجنس، أو المناطق، أو بحسب المستوى التعليمي، أو الانتماء الحزبي.
«شبه إجماع»، تقارب نسبته نسب فوز أي ديكتاتور في منطقتنا في الانتخابات والاستفتاءات.. إلا أن تلك النسبة لا تترجم عملياً ولن تترجم، وذلك لتوفر نسبة مماثلة من الدجل المترسخ لدى المرأة والرجل على حد سواء في المجتمع.
فالتمييز حاصل ضد المرأة، من قبل الرفيقة والرفيق، والصديقة والصديق، والنصيرة والنصير، والأخت والأخ، والحاجة والحاج داخل أحزاب تدعي عدم التمييز، وقد تنادي بالمساواة.. فكيف ستكون الحال خارجها؟
معظم الأحزاب لا ترشح نساء على لوائحها في الانتخابات النيابية أو البلدية أو حتى في مجلس إدارتها، وإن رُشحت بعضهن فمن باب رفع العتب. وتترسّخ بذلك مقولة إن «الأحزاب تريد امرأة منفذة لا مقررة».
ذلك لا ينتج من فجوة بين الوعي والسلوك أو بين المعرفة والممارسة، ولا يمكن تعليقه بسهولة على شماعة النظام الطائفي.. بل ينتج من الدجل.
عماد الدين رائف

Comments