زهراء الأمير - مقالة عن معرض بيروت للكتاب في دورته الـ60

أضحى معرض بيروت العربي الدولي للكتاب بدورته ال 60 لهذا العام، ظاهرة ثقافية سنوية ومعلماً حضارياً لعاصمة الثقافة مدينة بيروت، ليكون بذلك ملتقى لكل الفعاليات الثقافية الاجتماعية والسياسية.
انطلق المعرض منذ أيام بمشاركة أكثر من 180 دار نشر لبنانية، و75 داراً عربياً، إضافة إلى مشاركة أربع جامعات لبنانية وعدد من المؤسسات الرسمية الدولية والعربية. ويتخلل المعرض  العديد من الإصدارات الجديدة لدور النشر اللبنانية والعربية، إلى جانب سلسلة من التواقيع والندوات والمحاضرات والأمسيات التكريمية والفنية التي تتناول مختلف المواضيع الثقافية والسياسية، والتاريخية، والأدبية والفنية. 

الصحافي عماد الدين رائف تحدث لـ"سبوتنيك" عن كتابه الجديد "1897 قصص بيروتية"، والكتاب عبارة عن دراسة وترجمة للقصص التي كتبها المستشرق أغاتانغل يفيموفيتش كريمسكي في بيروت ربيع العام 1897. قصص أ. كريمسكي تتناول تفاصيل كثيرة عن المجتمع البيروتي في نهاية القرن التاسع عشر، عاداته في المأكل والملبس، أحاديث الناس في الدين والمعيشة والسياسة، الفوارق الطبقية في المجتمع والعلاقات بين الناس، العمارة والفنون، طرائق التعليم والاختلافات بين الإرساليات، الحضور الروسي في بيروت…ويقول أ. كريمسكي في إحدى رسائله "إن هذه القصص تحكي عن بيروت ولا تتضمَّن أيَّ اختلاق أو تخيُّل. إنها الحقيقة مجرَّدة، لكنني، وكيْ أجعل ملحوظاتي الاجتماعية والإثنوغرافية أكثر تشويقًا للقراء حِكتُها قصصًا وصببتها في قالب أدبي جميل". وتعتبر القصص البيروتية أول نتاج لكريمسكي في باب القصة الاجتماعية، وكان قد وصل إلى بيروت بحرا، بموجب بعثة علمية من "معهد لازاريف للغات الشرقية" في موسكو، في تشرين الثاني/ نوفمبر 1896، حيث كان هدفه تعلم اللهجات الشامية. واستقر عند عائلة بيروتية كثيرة الأولاد، وسط أناس لا يعرفون أي لغة أجنبية سوى عربيتهم العامية المحكية، ما شكّل تحدياً كبيراً لديه. إلا أنه سرعان ما بات ملمّا بتفاصيل الحياة اليومية للمدينة. وما هي إلا أشهر قليلة حتى بدأ يكتب بحوثه العلمية إلى جانب المقالات المتعددة، والأشعار، والقصص التي تصدر اليوم بصيغتها العربية على يد رائف، بعد 120 سنة على كتابة كريمكسي لها. يُذكر أن كتاب "1897 قصص بيروتية"، هو الثاني لرائف، الذي كان قد وقّع في السنة الماضية كتابه "حكايات ستيبان كوندوروشكين — لبنان قبل قرن بريشة روسية"، وهو قصص مختارة من كتاب "قصص سورية" لكوندوروشكين طبعها في سان بطرسبورغ سنة 1908. وبذلك يكون قد أتمّ مهمة دراسة وترجمة ما كتبه أدباء روسيا القيصرية، في فن القصة القصيرة عن لبنان بحدوده الحالية، كما يقول.  

في المعرض أيضاً اختار الصحافي في قناة الميادين محمد محسن  أن يوثق  تجربته في سوريا في كتابه "وهم الحدود معركة القصير" وقال لـ"سبوتنيك": "هذا الكتاب يوثق لمعركة القصير المهمة والتي تعتبر أول معركة لـ"حزب الله" داخل الحرب السورية، الكتاب يتضمن مشاهداتي لهذه المعركة لأنني قمت بتغطية هذا الحدث لمدة ثمانية أشهر، ويتضمن معلومات تنشر لأول مرة عن السياق العسكري للعمليات، ومقاربة تاريخية لوضع المنطقة هناك".
وتابع: "هناك قصص لمقاتلين، قصص عن العلاقات الحدودية بين لبنان وسوريا…وحاولت أن يكون هناك وجهات نظر متنوعة بمعزل عن رأيي الخاص بالمعركة".
الدكتور نادر العجمي يقول لـ"سبوتنيك" عن كتابه" مشروعية السلاح النووي بين القانون الدولي والعلاقات الدولية"، "يتحدث الكتاب عن مشروعية السلاح، رأي الفقه والعرف الدولي بمشروعية السلاح ومن ثم المعاهدات الدولية والإقليمية التي ناقشت هذه المسألة، وفتوى محكمة العدل الدولية بالقانون الدولي العام،  وطرحت مجموعة من الفرضيات منها هل يحق لمجلس الأمن استخدام السلاح النووي تحت الفصل السابع؟…ازدواجية المعايير لامتلاك السلاح النووي، وقسمنا الدول التي حازت على مظلة دولية والدول التي لم تحز على مظلة دولية مثل مشروع باكستان الهند، الكيان الإسرائيلي، الذي استحوذ على غطاء دولي، بينما مشروع كوريا الشمالية ومشروع إيران السلمي تعرضوا لعقوبات ولحصار، ويتضمن لائحة من التوصيات للحد من انتشار الأسلحة النووية في العالم". هذا ويستمر المعرض حتى 14 ديسمبر/كانون الأول، في مركز بيال للمعارض، من تنظيم النادي الثقافي العربي بالتعاون مع نقابة اتحاد الناشرين في لبنان.

المصدر: موقع "سبوتنيك" - بقلم الأستاذة زهراء الأمير، بعنوان: غزارة إنتاج فكري في الدورة الـ60 في معرض بيروت للكتاب

Comments